قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 3 )

 

قصة سيدنا يوسف علية السلام

 

 

 

قصة سيدنا يوسف علية السلام
قصة سيدنا يوسف علية السلام

 

 

  بينما هي تبتسم له في مودة ورقة وتربو الية في آعجاب ودلال ،بينما هو أمامها وقد اتجه بنظره في تعبير مهذب عما يشعر به من حياء .

 

وهي تمعن فية النظر في دهشة يخالطها الإشفاق المشبع بالاعجاب بالغلام الجميل ، وقد تسأله في تعجب عما يجعلة لا ينظر إليها فلا يجد إجابة يرد بها على سؤالها،

بل يزداد اضطرابا وخجلا فلا تملك الا ان تغفر له امتناعه عن الرد ، وتصرفه في رقة وهي تتبعه بنظراتها المتفحصة .

 

 

قائلة ً لنفسها ً انه لا يزال صغيرا خجولا ،ولكنة لن يلبث أن ينضج و يبلغ الحلم وعندئذ سيتغير ،ويجد في النظر إليها ولو خلسة متعة كبيرة .

وبالفعل بلغ يوسف الحلم وانتقل من طور الطفولة ، إلى طور الشباب والرجولة فطالت قامته ، واكتسب جسمه قوة وصلابة ، وبرزت عضلاته وتغير صوته

فأصبح أعمق ، وأعرض ، واعلى ، ونما شاربة خفيفا فوق فمه ، واتصل بلحيته الانيقة ،وازداد شعر رأسه طولا ينسدل على كتفيه ،

وكأنه خيوط من حرير نقى ، والاهم من هذا كله مشاعره واحساسه .

 

 

ويقول ابن كثير : أن محنة يوسف عليه السلام لم تبدأ يوم أن راودته امرأة العزيز عن نفسه ، وإنما بدأت بعد أن بلغ الحلم بكل ما يحملة تغيرات عنيفة وعميقة .

حيث وجد نفسة في القصر الكبير بين نساء جميلات على رأسهن زوجة العزيز.

 

وفى مواجهة غريبة علية وصور من السلوك لا عهد له بها ، فجعله كل ذلك يعاني بشدة في محاولة لكبح جماح مشاعره التي حفزتها المثيرات

التي تحيط به ،والتي عبرت عنها المرأة وهي تراوده عن نفسه ،

ثم النسوة اللاتى شاركتها المراودة اصدق تعبير. فهذه هي المحنة الطويلة التي مر بها يوسف ،

ولك أن تتخيل عدد الأيام ، والشهور ، والسنين التي كان يعيشها هو والمراة التي يعيش معها تحت سقف واحد .

 

كل هذه المدة قيمة في تقدير مدى الفتنة ، وخطورة المحنة والصمود لها ،

هذا الأمد الطويل فليس من شك أن المرأة التي صبرت طويلا ، حتى يبلغ يوسف الحلم .

 

بدأت تفكر جديا في الحصول على مكافأتها على هذا الصبر الممض،

فلم يبدأ الأمر بالمراودة كما قد يغلب على الظن ، وانما سبقتها فترة من الترقب قامت المراة خلالها بملاحظة الفتى،

واستطلاع موقفه منها ، وشعوره نحوها لتعرف ما إذا كان مهتما بها راغبا فيها أم لا ؟

 

خاصة وانة مجرد خادم او عبد لديها مما يجعلها تتحفظ بإبداء رغبتها فيه ،

وذلك على خلاف ما إذا كانت مثلة أو كان مثلها ، فإن كشفها عن مشاعرها نحوه لا يقلل من مكانته،

او ينال من كرامتها ، ولكن الفتى الجميل لم يعرها من الاهتمام أكثر مما يعيره الخادم الأمين ،

لسيدته التي سبق لزوجها ان اعرب عن امله في ان يتخذه ولدا لهما ومع ذلك ، فقد ظل الأمل

يراودها في أن تتحرك مشاعره نحوها في يوم ما ، فيقبل عليها معبرا عن رغبته فيها ،

وبذلك توفر على نفسها الحرج ، ولكنه لم يفعل ، واستمر يعاملها باحترام وتقدير لا يلتفت الى الانوثة الطاغية ، ولا يهتم بالمفاتن المثيرة ،

فهو ينفذ ما تأمره به ويؤدى عمله بأمانة ، ثم يأوي الى المكان المخصص لة

يخلو فيه الى نفسه ليستعيد ما حدث له ، ويفكر في أبيه الذي تركه دون سابق إنذار،

ويحاول أن يتصور ما يمكن أن يكون قد أصابه بعد فراقه له ،

ثم يتجه إلي الله بالصلاة والدعاء ، وقلبه مفعم بالامل في ان ينجيه مما هو فيه ، ويحقق الرؤيا التي سبق أن رآها ، وقد يتبادل حديثا قليلا مع زملائه الخدم ،

شأنه في ذلك شأن الخدم في كل مكان وزمان .

 

 

وهي الأحاديث التي تدور غالبا حول الدار ، وأصحابها ، وزوارهم ، والجيران وغيرهم . وهو ما لم يكن يحظى باهتمام يوسف ،

وأما سيدته امرأة العزيز ، فإنها كانت تخلو إلى نفسها فتفكر فيه ماذا يفعل ؟  وفيم يفكر ؟ وفيمن يهتم ؟ وما هو شعوره نحوها ؟ وهل يحبها أم لا ؟ 

 

وما هو السبيل لمعرفة ذلك ؟!

     فى اللقاء القادم ان شاء الله فى الجزء الرابع 

     ونرجو لنا بخالص  الدعاء 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات رائجة
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
أكتوبر 12, 2022, 11:29 ص Business man