قصة سيدنا يوسف علية السلام ج2
سوف نوضح فى هذا الجزء ما حدث ليوسف عليه السلام
ففي يوم أن أحضره زوجها الى الدار قال لها : ( أَوۡ نَتَّخِذَهُ ۥ وَلَدً۬اۚ ) ،وهو ما يمكن أن نستنتج منه انها كانت في مرحلة من العمر
يجعلها تناسب أن تكون أما لغلام في الثانية عشر،وإلا ما تحدث زوجها بصيغة الجمع فقال : (نَتَّخِذَهُ ۥ ).
ونخلص من ذلك إلى أن يوسف عليه السلام
يوم أن اشتراه العزيز وأخذه إلى بيته كان في حوالى الثانية عشر من عمرة يوم ،ان اشتراه العزيز واخذه الى بيتة وان زوجته كان على مشارف الثلاثين.
وبطبيعة الحال فإن هذه المرأة الحضرية الجميلة ،حياتها الغريبة لفتت انتباه الغلام البدوي يوسف عليه السلام الذي ولد وتربى في البادية
بكل خشونتها وقسوتها وحيث تتعرض النساء ،مثل الرجال فى البادية لحرارة الشمس صيفا والبرد القارس شتاء
فتتأثر اجسامهن وتجف بشرتهن وتكتسب لونا شديد السمرة مع خشونة ملمس،كما أن احجامهم ضئيلة وأجسامهم نحيفه.
لا يظهر من مفاتنهن شيء لأنهن يرتدين ثيابا خشنة فضفاضة ،لذلك فأنها المرة الأولى في حياة يوسف عليه السلام التي تقع فيها عيناه
على امرأة ترتدي ثوبا رقيقا للغاية بل كما رأى أصباغ مختلفة منها الأحمر والازرق والأبيض والوردي.
تتوزع على العينين والخدود والشفاه في تناسق عجيب ،وانه فى الباديه لا شم رائحه العطر غير البخور التي عادة ما كانوا يحرقونها داخل خيامهم
وأما هذه الذى تضمخ امرأة العزيز جسمها به من عطور ،فتفوح رائحتها الطيبة حيثما ذهبت فهو مما لا عهد له به.
كذلك فإنه لم يكن قد خطر على بالة في يوم من الأيام ،أن هناك أناسا يعيشون في مثل هذا الترف
في نومهم وطعامهم وشرابهم وثيابهم ،ولا يتصور أن في الدنيا قصورا منيفة واسعة
الأرجاء تحيط بها الحدائق الغناء التي تتخللها ،قنوات صغيرة انيقة ينساب فيها الماء رقراقا عذبا.
اذا سقطت علية الشمس تألق وكأنه خيوط من فضة تتثنى وتتراقص،بينما البلابل والطيور تغرد وتشقق وهى تنتقل
من شجرة الى شجرة في طمأنينة ودلال ،وانه اخذ يتجول في المكان وقد علت وجهه الدهشة
ولا شك أيضا في أن الخدم الذين يعملون في القصر،قد لفت نظرهم حسن وجمال
وانبهار الغلام البدوي على السواء فأخذوا يتابعونه بنظراتهم ،كما لو كانوا يرون مخلوقا من غير البشر.
ثم لم يلبثوا لما تعاملوا معه ان ادركوا انه بشر من مستوى راق جدا ،حيث فاقت اخلاقه وكافة سجاياه وخصاله جمال خلقته
واعجبوا وتعجبوا بأدبه الجم وبالهدوء الذى يناسب من هم أكبر منه سنا بكثير ،وبراءته وإحسانه الظن بالناس وميله الى مساعدتهم والعطف عليهم.
وتقديم العون لهم وترفعه عن الصغائر مع تواضع شديد ،ورقة وبشاشة كما لاحظوا اخلاصه في العمل وحرصه على الوقت
فأحبوه وإحاطته بالرعاية والاهتمام ،وربما يكون العزيز قد أوصى رئيسهم به
وكذلك امرأته التي كان قد طلب منها أن تكرم مثواه ،وأوصت بعدم تكليفه بما لا يطيق والرفق به.
فيما يعهد به اليه من عمل كما داومت على دعوته ،ليمثل أمامها لتطمئن عليه وتعرف ما إذا كان هناك ما يضايقه
بينما هي تبتسم له في مودة ورقة وترنو إليه في آعجاب،ودلال بينما وقف هو أمامها
وقد اتجه بنظره الى الأرض،في تعبير مهذب عما يشعر به من حياء
وهي تمعن فيه النظر في دهشة يخالطها الإشفاق المشبع بالإعجاب بالغلام الجميل ومرت السنين.
في اللقاء القادم ان شاء الله
ونرجو الدعاء
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق