أفضل الأعمال في ليلة القدر
( القيام والدعاء )
أما القيام فقوله - ﷺ - من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
والحديث متفق عليه واللفظ للبخاري .
فقيام ليلة القدر ثوابه عظيم، لما يترتب عليه من مغفرة ما تقدم من الذنوب بل ليلة تعد وبحق عمر فوق الأعمار .
ولا يلزم قيام ليلة القدر كاملة لحدوث الأجر والثواب بل يكفي جزء من الليل .
وليس فرضا واجبا - كما يتصور - أن يقتصر أحياء ليلة القدر بعبادة الصلاة فقط ! بل يصح مع غيرها من العبادات كقراءة القرآن أو تحصيل العلم الشرعي أو قضاء بعض حوائج البيت وإصلاح ذات البين ..إلخ أوجه الخير والبر .
وفي هذا يقول المناوي في فيض القدير متحدثاً عما يحصل به إحياء ليالي رمضان: ويحصل بنحو تلاوة أو صلاة أو ذكر أو علم شرعي، وكذا كل أخروي ويكفي بمعظم الليل. انتهى .
ويحصل قيامها بأحد أمور ذكرها العراقي في طرح التثريب حيث قال: ليس المراد بقيام رمضان قيام جميع ليله بل يحصل ذلك بقيام يسير من الليل كما في مطلق التهجد وبصلاة التراويح وراء الإمام كالمعتاد في ذلك، وبصلاة العشاء والصبح في جماعة لحديث عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. رواه مسلم في صحيحه. إلى أن قال: وكذلك جميع ما ذكرناه يأتي في تحصيل قيام ليلة القدر.
ولا يشترط لحصول المنفعة واكتساب المغفرة رؤية ليلة القدر ومعرفة علامتها .
وأما الدعاء ، فإنك لن تجد وقتا مباركا مشهودا مثل ليلة نزول القرآن وملائكة الرحمان .
وفي هذا يقول سفيان الثوري "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة"، فالدعاء في ليلة القدر، كان مشهوراً ومعروفاً عند الاوائل .
و قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"
واستحب بعض الأكابر أن يتجهد العبد في ليلة القدر ونهارها ؛ قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها.
ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية .
وقد سألَتْهُ ﷺ عائشةُ رضي الله عنها إنْ وافقتُها فبِمَ أدعو؟ قال قولي اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني .
أخرجه الترمذي (٣٥١٣)، وابن ماجه (٣٨٥٠) باختلاف يسير، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٧١٢)، وأحمد (٢٥٤٩٥) واللفظ لهما •
قال النووي (ت ٦٧٦)، في الأذكار ٢٤٧ إسناده صحيح .
وكتبه : عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق