هل يفيد علم الاعصاب المعلمين ؟

هل يفيد علم الأعصاب المعلمين ؟

يعتبر علم الأعصاب من أحدث العلوم و أدقها و أهمها لأنه يتناول بالبحث و الدراسة الدماغ الذي هو الوحدة الرئيسية في جسم الإنسان و المسؤول عن تحديد مسار حياته و طريقة تفكيره و عيشه قبل ولادته بعدة أشهر، حيث توصل علماء الاعصاب إلى أن الدماغ البشري يبدأ في إجاز أولى مهامه بعد عشرين يوما من التخصيب، رغم أنه يكون مشكلا من أعصاب لا تتجاوز ألف عصب إلى جانب جينات وراثية تبدأ بالعمل في نفس الوقت لتشكيل أهم أعضاء الجنين كالنخاع الشوكي و الأطراف و في هذه المرحلة المبكرة تحصل تشابكات عصبية تشكل أولى المعارف للدماغ، لهذا يميل علماء الأعصاب إلى القول بل و التأكيد على أن المنطقة المسؤولة عن الاحاسيس هي أقدم مركز لاستقبال المعلومات يتشكل في دماغ الانسان فتبدأ بتلقي إشارات من الخارج، كحالة الحزن التي تنتاب الأم في هذه المرحلة أو الضغط النفسي الذي يقع عليها أو بعض المواد التي تتناولها كالكحول و السجائر التي يبدأ تأثيرها على دماغ الجنين منذ أسبوعه الرابع و تبقى معه طوال حياته، فمعظم الأمهات الحوامل ليس لهن علم بهذا و لا الآباء قد يخطر لهم على بال، إذن و حسب علم الأعصاب أصبحت مقولة: التعلم من المهد إلى اللحد خاطئة بل يجب القبل التعلم منذ الأسبوع الرابع من التخصيب.

كيف يتشكل الدماغ البشري ؟

إن الدماغ البشري في تغير دائم و مستمر، حتى انه يتغير في كل ثانية و في إقل منها، ففي سنة 2007 قدم الطبيب الأمريكي "جاي جيد " من خلال دراسة أجريت على 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين3 و 25 سنة بحثا يبين فيه لأول مرة أنه في نهاية الطفولة يعاني الدماغ البشري من زيادة غير متناغمة في الخلايا العصبية و الوصلات العصبية (المشابك العصيبة)، و في سن المراهقة يتم تشذيب و قطع تلك الخلايا و هذا يحدث أولا في الجزء الخلفي من الدماغ ثم في الجزء الذي يوجد في القشرة الأمامية، حيث فسر بذلك سبب عدم بدء العديد من المراهقين في التفكير و التصرف كبالغين حتى سن يمكن أن يتجاوز العشرين عاما ( سنتطرق بالتفصيل لتغيرات دماغ المراهقين في مقال لاحق ) .

ما المدهش في هذا البحث العلمي ؟

المدهش حقا في بحث طبيب الاطفال الامريكي "جاي جيد" هو أن هذا الأمر يحدث بنفس الطريقة في مراحل مختلفة من حياة الانسان و المدهش أكثر أنه يحدث بعد الولادة و بشكل ملحوظ، حيث يحدث ما سماه "جاي جيد " بموت الخلايا المبرمجة - بفتح الجيم -  و هذا نوع من الانتحار الخلوي الجماعي الذي تقوم به العديد من الخلايا العصبية التي تكونت في مراحل سابقة إما قبل الولادة أو بعدها بأوقات متفاوت، و الغريب في الأمر ان المسؤول عن هذا الانتحار الخلوي هي جينات تسمى" جينات الموت " 

لكن من المسؤول عن تنشيط جينات الموت ؟

لم يتوصل أحد بعد إلى المسؤول عن تنشيط جينات الموت و لكن علماء الاعصاب و بعد أبحاث استغرقت سنوات و أخذت من الجهد و المال ما لا يخطر على بال، توصلوا فقط إلى أن الانتحار الخلوي يشمل فقط تلك الخلايا العصيبة التي لم استطع إقامة إشتباك عصبي، و هذا الاكتشاف الذي يبدو غير ذي أهمية لشخص عادي مكن عالمة الاعصاب الايطالية-الامريكية "ريتا مونتالسيني" تحصل على جائزة نوبل في الطب لأنه احرز تقدما هائلا في دراسة الدماغ و العمليات العصبية المرتبطة به...في المقال القادم سنبين دور هذه المشابك العصبية و تأثيرها على التعليم و التعلم و كيفية حدوثها و ما الذي يحفزها على الحدوث ؟

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر

أستاذ اللغات الحية كاتب مقالات تربوية باحث في البيداغوجيات الحديثة

مقالات رائجة
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
أكتوبر 12, 2022, 11:29 ص Business man