✓ درس النصوص : _________________ (14ن)
أ ـ النص :
- يقول الدكتور إبراهيم السعافين : ولو حاولنا أن ننظر في معارضات الإحيائيين لوجدنا أن البارودي وعبد المطلب وشوقي وحافظ والساعاتي يأتون في مقدمة المعارضين . غير أننا نجد غيرهم من أمثال ناصف وإسماعيل صبري والتيمورية والنديم والبكري وغيرهم قد أكثروا من المعارضة وتراوحوا في ذلك نسبيا قلة وكثرة ( ... ) .
ولعلنا نلاحظ أن أظهر شاعر حظي بمعارضة الإحيائيين المتنبي الذي يكاد يختص بما يقرب من ربع القصائد المعارضة ويليه أبو تمام والبحتري وأبو العلاء وابن هانئء .
كما نلاحظ أن البوصيري أكثر المتأخرين حظاً في المعارضة ، وعلى وجه التحديد ، في ميميته " البردة " . ولعل عبد المطلب ينفرد دون غيره بمعارضة الجاهليين والإسلاميين في الجزء الأكبر من قصائده بعكس غيره من شعراء الإحياء الذين تعرضنا لهم في هذه الدراسة .
وقد اختلفت هذه القصائد فيما بينها اختلافاً يتراوح بين الالتزام والانفلات ، فنرى بعض القصائد لا تلتزم إلا الموسيقى الخارجية المتمثلة في الوزن والقافية ، ونرى بعضها يلتزم المضمون التزاما أكثر وضوحاً ، أما البعض الآخر فيكاد يلتزم المفهوم الحاسم للمعارضة .
فهناك بعض القصائد اتحدث في الوزن والقافية دون الغرض ، غير أن التوحد في الموسيقى الخارجية قاد إلى التأثر في مواضع كثيرة بالموسيقى الداخلية .
فقد اتفق عبد المطلب في الموسيقى الخارجية لقصيدته اليائية في الرثاء التي مطلعها :
أرى الشعـر يدمي بالدموع المآقيـا
كفى حزناً أن تسمع الشعـر باكيـا
مع موسيقى قصيدة المتنبي اليائية المشهورة في مدح كافور التي مطلعها :
كفـى بك داء أن ترى الموت شافيـا
وحسـب المنايـا أن يكـن أمانيـا
وقد فعل ذلك إسماعيل صبري في يائيته في الرثاء التي مطلعها :
تـدفـق دموعـا ، أو دمـا أو قوافيـا
مآتم اولى الناس بالحزن ها هيا
كما فعل حافظ أيضاً في يائيته في رثاء مصطفى كامل :
أيا قبـر هذا الضيـف أمـال أمـة
فكبر وهلل والـق ضيفـك جاليـا
وقد رثى شوقي إسماعيل أباظة بقصيدة على الوزن والروي نفسيهما يقول فيها :
سـقـى الله ( بالكفر الأباظي ) مضجعـا
تضوع كافـورا من الخلـد سـاريـا
فلم يستعر هؤلاء الشعراء وزن القصيدة القديمة وقافيتها ، في طرق غرض معين ، إذ رأينا أنهم جميعاً طرقوا غرض الرثاء على وزن قصيدة وقافيتها ، قيلت في مدح كافور الإخشيدي غير أن وزن القصيدة وقافيتها كثيراً ما يستدعيان صيغاً معينة ، تنتقل إلى الشاعر المعارض من محفوظ الذاكرة ، ومن هنا نجد أن الشاعر على الرغم من مخالفته للغرض الذي كانت عليه القصيدة القديمة ، يتأثر صيغها وبعض معانيها نتيجة لتداعي الصيغ .
وهناك بعض قصائد المعارضات التي لم يعلن الشاعر رأيه صراحة في المعارضة بما غير أن تشابه القصيدتين في الوزن والغرض يرجح إرادة المعارضة بالإضافة إلى تسرب كثير من الصيغ التي تضم الموسيقى الداخلية والمعنى إلى القصيدة الجديدة كما نلاحظ في قصيدة البارودي التي عارض بها قصيدة ابن الفارض ، ومطلع قصيدة البارودي هو :
یا صارم اللحظ من أغـراك بالمهـج
حتى فتكت بما ظلمـا بـلا حـرج
وأما مطلع قصيدة ابن الفارض فهو :
ما بين معتـرك الأحـداق والمهـج
أنا القتيـل بلا إثـم ولا حرج
وهناك قصائد صرح الشعراء بقصدهم في معارضتها ، وقد سلكوا في الأغلب الأعم نهجها أثناء المعارضة . وهذه القصائد إتاحة لتسرب الصيغ المختلفة بموسيقاها ومعانيها ، ومن هذه القصائد ميمية البوصيري التي عارضها كثير من شعراء الإحياء ، ومعلقة عنترة ، وسينية البحتري ، وفتح عمورية البانية لأبي تمام ، ورائية أبي فراس ، ودالية | النابغة ، وبائية الشريف الرضي وغيرها . ( ... ) .
وعلى هذا النحو نجد معارضات الإحيائيين أكثر القصائد عرضة لتأثر صياغة الأقدمين بنسب متفاوتة ، | ذلك لأن تشابه هذه القصائد في الوزن والقافية والغرض يؤدي إلى التوافق في الصياغة الموسيقية أو المعنى أو في | كليهما معاً . وتكون فرصة التوافق أكثر توقعاً عندما تكون المعارضة حاسمة .
مصدر النص : مدرسة الإحياء والتراث ، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى / 1981 ، ص : 398 - 401 ( بتصرف ) .
صاحب النص : الدكتور إبراهيم السعافين : باحث وناقد مصري ، من أعماله : أصول المقامات ، أبو حيان التوحيدي والتراث الشعبي ، مدرسة الإحياء والتراث ...
✓ الأسئلة :
←اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص النظري ، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية ، مع الاسترشاد بالمطـالب التالية :
★ صياغة تمهيد مناسب للنص ، مع وضع فرضية لقراءته ( نقطتان ) .
★ تحديد القضية الأدبية الواردة في النص ، وإبراز العناصر المكونة لها ( نقطتان ) .
★ شرح مصطلح " المعارضة " الوارد في النص ، وإبراز مظاهره عند الشعراء الإحيانيين ( نقطتان ) .
★ الإشارة إلى الوسائل المنهجية والحجاجية والأسلوبية التي اعتمدها الناقد لمعالجة القضية المطروحة ( 4 نقط ) .
★ صياغة خلاصة تركيبية تتضمن أهم النتائج المتوصل إليها ، مع إبراز الرأي الشخصي حول النص ( 4 نقط )
✓ دراسة المؤلفات : ______________ (6نقط)
ورد في كتاب " ظـاهرة الشعر الحديث " لأحمد المعداوي - المجاطي مايلي : « أما ما يعتد به من شعر هذه الجماعة [ جماعة أبولو ] فهو الشعر الذاني ، الذي يدور حول المرأة وما يثيره الحديث عنها من معاني الحنين والشوق ، واليأس والأمل ، والارتماء بين أحضان الطبيعة أو الزهد في الحياة والاستسلام للموت ... » .
ظاهرة الشعر الحديث . شركة النشر والتوزيع " المدارس " - الدار البيضاء الطبعة الثانية / 2007 ، ص 30 .
← انطلق من هذه القولة ، واكتب موضوعا متكاملا ، تنجز فيه ما يلي :
- ربط القولة بسياقها العام داخل المؤلف .
- رصد مظاهر المضمون الذاني عند شعراء جماعة أبولو .
- تحديد مختلف الوسائل المنهجية والحجاجية والأسلوبية التي اعتمدها الناقد في مقاربة هذه التجربة .
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق