الحرب النفسية والإعلامية بين أوكرانيا وروسيا
الحرب النفسية والإعلامية
أوكرانيا ناجحة حتى الآن في استخدام أدواتها الإعلامية، في مقابل تراجع روسي واضح، ثم إعلان الاتحاد الأوروبي أمس فرض حظر على وسائل إعلام حكومية روسية.
وفي 27 فبراير، زعمت وزارة الدفاع الروسية أنه لم تكن هناك خسائر عسكرية روسية وأن الهجوم الروسي لم يسفر عن خسائر في صفوف المدنيين، في حين كانت تتحدث كييف، عن أن القوات الأوكرانية قتلت أكثر من 4300 جندي روسي، وأسرت نحو 200.
أقر الجيش الروسي بمقتل وإصابة عدد من قواته في أوكرانيا، معترفا للمرة الأولى بأنه تكبد خسائر منذ انطلاق الغزو الروسي.
الكرملين، يعتمد على وسائل الإعلام الحكومية لإخبار نسخته من القصة في أوكرانيا.

لكن من أجل تشكيل الرأي العام بشكل فعال، سيحتاج إلى فرض رقابة على مصادر المعلومات البديلة بشكل أكثر قوة مما عليه حتى الآن، وهو ما تحاول السلطات الروسية فعله بالمناسبة.
لكن، لأن العديد من الروس لديهم أصدقاء وعائلة في أوكرانيا سيجعل هذه المهمة أكثر صعوبة، وكذلك الحال بالنسبة للجمهور الروسي المثقف جيدا والمتخصص في وسائل الإعلام.
السلطات الروسية، بدورها نشرت تحذيرا في اليوم الأول من الحرب، في 24 فبراير، لوسائل الإعلام ذكرت فيه "أنه لا يمكن نشر إلا المعلومات من المصادر الرسمية عند نقل ما تسميه الحكومة "عملية خاصة" في أوكرانيا". كما قالت السلطات إن جميع المعلومات "الكاذبة" سيتم حظرها على الفور وحذرت من غرامات كبيرة إذا تم نشر أخبار "كاذبة".
ومن بين ما تم اعتباره "أخبارا كاذبة"، في نظر السلطات، وصف بعض وسائل الإعلام هذه النزاع المسلح على أنه "هجوم" أو "غزو" أو "إعلان حرب"، في حين تشدد الحكومة على المنافذ الإعلامية إلى الإشارة إلى الحرب على أنها "عملية خاصة".

بشكل عام، الرأي العام الروسي حساس عادة تجاه الخسائر. ففي مايو 2014، عندما كان القتال في شرق أوكرانيا ساخنا، أيد 31 بالمئة فقط من الروس "إرسال مساعدة عسكرية مباشرة، مثل إدخال القوات"، كما كان الدعم الشعبي للتدخل الروسي في سوريا متواضع بالمثل، وبذل الكرملين جهودا كبيرة للحد من الخسائر هناك.
فكما يوفر إرث الحرب العالمية الثانية لبوتين منبعا للحماسة القومية التي يمكنه الاستفادة منها، فهو مكمن أيضا لوعي مجتمعي عميق يعلم جيدا تكاليف الحرب، وهو ما يؤثر على شعبية بوتين في النهاية.
كثيرون يتساءلون عن جدوى العقوبات التي تفرض على #روسيا.
نعم، كما أنتم تعلمون، هذه العقوبات رغم تصاعدها وتحول مواقف بعض الدول مثل ألمانيا وإيطاليا 180 درجة في غضون أسبوع لتصبح أكثر صرامة ضد موسكو، فهي في الغالب لن ترغم بوتين عن العودة عن قراره اجتياح #أوكرانيا..
ورغم اعتراف البعض في الغرب بأن فرص الجيش الأوكراني في الصمود أمام القوات الروسية المتفوقة على المدى الطويل محدودة، فإن الهدف الحقيقي لهذه العقوبات، هو رفع الثمن الذي يدفعه بوتين اقتصاديا وسياسيا، مقابل غزوه لأوكرانيا، إلى درجة تجعله مجبرا على إدراك أنه لا يستطيع الفوز بشروطه.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق